إن التغيرات العالمية التي خلفتها إجراءات الحظر الوقائي تدفع المهتمين بالشأن البيئي إلى إعادة التفكير بالنظم الايكولوجية وكيف ستكون الحياة بعد جائحة كورونا. ولعل التغير المناخي يأتي على رأس قائمة العوامل التي يرى الخبراء انها قد تتأثر وتؤثر في ظواهر طبيعية مشابهة. لذلك صرح العديد من الخبراء بمجال التغير المناخي مؤخراً ان العالم يحتاج الى تكاتف كبير للخروج من آثار التغير المناخي المتعددة كما هو التكاتف الحاصل الان للخلاص من أزمة وباء كوفيد -١٩
وبهذا الصدد نظمت جمعية حماة نهر دجلة وضمن فضاء المنتدى الاجتماعي العراقي جلسة رقمية بعنوان التغير المناخي في ظل جائحة كورونا، حيث شارك في الجلسة عدد كبير من المهتمين بقضايا المناخ والبيئة على المنصة الرقمية لتطبيق (Zoom.us)
تناولت الجلسة في محورها الأول الحديث عن الاثار السلبية التي سببتها جائحة كورونا، وارتباط ذلك بالمناخ، مع نقاش ابعاد القضية على المستويين العالمي والعراقي. وبين الخبير البيئي الدكتور إبراهيم السوداني (رئيس قسم البيئة والطاقة في جامعة الكرخ)، ان الجائحة أظهرت كم ان اشكال الحياة المختلفة ترتبط بشكل مباشر بالبيئة والطبيعة والمناخ، وان الحلول التي يجب ان يتطلع اليها المهتمون لا يجب ان تتم بمعزل عن ملف التغير المناخي، مشيرا إلى أن الحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارته على نحو مستدام ضروريان من أجل التخفيف من الاضطراب المناخي، وضمان الأمن المائي والغذائي، بل ومنع تفشي الجوائح أيضا. كما أشار الدكتور السوداني الى دور المجتمع الدولي واهمية مساعيه لخفض التأثيرات البشرية على المناخ، وتطبيق ما اوصت به اتفاقية باريس الخاصة بالتغير المناخي
وبالحديث عن التغيرات التي طرأت على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون، قدم عضو جمعية حماة دجلة الناشط صميم سلام ملخص بحثي تناول مظاهر تعافي الغلاف الجوي خلال فترة الحجر المنزلي العالمي، في إشارة الى صلة ذلك بملف المناخ. كما تحدث عضو الجمعية محمد الباهض عن الدور الذي يجب ان يمارسه المجتمع المدني في ظل هذا الواقع وضرورة ان يقف المجتمع الدولي وقفته الجادة في دعم كل المبادرات التي تهدف الى التقليل من المخاطر التي قد يتعرض لها العالم بفعل ظاهرة التغير المناخي
وخصص المحور الثاني للجلسة لمناقشة الاقتصاد الأخضر ومستقبل الزراعة في ظل الجائحة وارتباطها بالتغيرات المناخية، حيث ركزت مداخلة الأستاذ عدي الشمري (أستاذ مساعد في كلية الزراعة جامعة الانبار) والأستاذ عبد الكريم بلال (الخبير من مديرية زراعة في النجف)، على حقيقة ان المتغيرات العالمية أصبحت تفرض الاعتماد على الاقتصاد الأخضر بشكل أساسي، مع الاخذ بنظر الاعتبار حجم الاضرار الاقتصادية والبيئية التي تسبب بها الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط بالكامل. كما جرى الحديث عن ضرورة تدوير عجلة الاقتصاد العراقي من خلال وضع خطط كفيلة بتطوير الزراعة في العراق لأسباب تتعلق بأهمية الزراعة في تحقيق الامن الغذائي وأسباب أخرى تتعلق بالمناخ كونه تأثر بشكل كبير بسبب ظاهرة التصحر التي تحدث نتيجة لإهمال الدولة للقطاع الزراعي
تأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة من الجلسات التي تنظمها جمعية حماة دجلة ومسار البيئة والمياه في المنتدى الاجتماعي العراقي لتسليط الضوء على جملة من القضايا الخاصة بالبيئة والمياه مع الاخذ بنظر الاعتبار إجراءات
الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي المتبعة في ظل جائحة كورونا من خلال استخدام المنصات الالكترونية المتاحة
أضف ردا