باتت محافظة ديالى مقبلة على موسم صيفي جاف يتسبب بخسائر كبيرة للفلاحين والمزارعين، فضلاً عن نقص حاد في مياه الشرب، بسبب الانحدار الكبير في الاطلاقات المائية وندرة الأمطار الشتوية في الموسم المنقضي، وسط ترجيحات بلجوء أغلب الفلاحين إلى ترك مناطقهم والهجرة نحو المدينة.
المساحات الزراعية في ديالى تأثرت في الموسم الحالي بشكل كبير، جراء النقص الحاد في الأمطار، ما تسبب ذلك بخسائر مالية كبيرة للفلاحين، وانخفاض المردود الزراعي للمحافظة بشكل لافت، مقارنة بالسنوات الماضية.
مدير زراعة ديالى حسين خضير قال لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الخميس (29 نيسان 2021)، إن “المساحات المزروعة تأثرت كثيراً بنقص الأمطار، رغم الجهود التي بذلتها دوائر الموارد المائية والشعب الزراعية من أجل توفير الحد الأدنى من المياه”، عاداً “الموسم الزراعي الحالي دون المطلوب، مقارنة بالعام الماضي”.
وأشار إلى أن “تقديرات الغلة الزراعية انخفضت بشكل كبير، وقدّم الفلاحون اعتراضات بسبب انخفاض محاصيلهم لاسيما الحنطة والشعير، والتي انحسرت بنحو 35% عن العام الماضي 2020″، لافتاً إلى أن “انتاج الأراضي الديمية بات صفراً”.
خضير أكد أن “قراراً صدر في وقت سابق، يقضي بمنع زراعة الخضروات الصيفية منعاً تاماً، في مناطق أسفل حوض حمرين”، منوهاً إلى أن “الموقف في أيسر دجلة أفضل نوعاً ما في مناطق بني سعد والعظيم”.
وتعاني مناطق الحدود شرقي محافظة ديالى من أزمة جفاف حادة، لأسباب متعددة، ما دفع وزارة الموارد المائية الى اعتماد خطة احتواء الجفاف عبر آليات حفر الآبار الارتوازية.
أما بشأن انخفاض انتاج المحاصيل، فقد ذكر مدير زراعة ديالى أن “انتاج محاصيل مثل الرقي والطماطة انخفضت بنحو 50% عن السابق، وستتأثر البساتين أيضاً في الصيف بشكل كبير، ما يؤثر بالتالي على انتاج المحاصيل”، مردفاً أن “هنالك عدد من الخطط البديلة لمواجهة هذا الجفاف، منها حفر آبار ارتوازية في المناطق التي تعرضت لشحة المياه”.
وبخصوص مناطق شمال شرق المحافظة، مثل خانقين وجلولاء، نوّه خضير إلى أن “هذه المناطق لم تشمل بالخطة، لأنها تعتمد على نهر سيروان”، عاداً الاطلاقات من سد دربندخان “قليلة، تصل إلى نحو 10 م مكعب في الثانية، وهي لا تكفي لاستخدامات الإسالة فقط”.
“مياه الإسالة في بعقوبة لا تكفي، لذلك سيتم تعزيزها من دجلة، بسبب النقص الكبير الحاصل فيها”، وفقاً لخضير، الذي توقع أن تكون اطلاقات بحيرة حمرين في الصيف “تساوي صفراً”، رغم أنها الآن تقدر بنحو 30 م في الثانية.
مندلي مؤخراً، حفر ثلاثة آبار ارتوازية من أجل توفير المياه، وسيتم حفر مجموعة أخرى من الآبار، في مناطق أخرى من مندلي وقزانية، تحسباً لأي أزمة جفاف حادة تحصل مع قرب دخول موسم الصيف.
مدير زراعة ديالى، دعا الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان، إلى التنسيق بشأن زيادة الإطلاقات المائية صوب محافظة ديالى، والعمل مع الجانب الإيراني كذلك لزيادة الإطلاقات المائية.
وبخصوص مستحقات الفلاحين للسنوات السابقة، أوضح خضير أن “وزارة التجارة مستمرة بتسليم الصكوك للفلاحين عن مستحقاتهم، وفق تسلسل تسويق محاصيلهم”.
من جانبهم، شكا فلاحون في محافظة ديالى من شحة المياه والتأثير السلبي لذلك على معيشتهم، مشيرين إلى أن العديد منهم بدأ بالهجرة صوب المدينة وترك أراضيهم الزراعية.
وقال الفلاح رعد الدايني، لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الخميس (29 نيسان 2021)، إن “الوضع في مناطق جنوب قضاء بلدروز بائس جداً، والفلاحون يمرون بوضع كارثي”، داعياً إلى توفير المياه عبر حفر الآبار.
وأضاف أن “اغلب الفلاحين بدأوا يتحولون إلى مراكز المدن، بسبب أوضاعهم المعاشية الصعبة”، مردفاً أن “زراعة أغلب المحاصيل توقفت، كالحنطة والشعير والخضروات والفواكه”.
ولفت الدايني إلى “اضطرار البعض إلى تمشية قوته من خلال بيع المواشي التي يمتلكونها، في ظل غياب الحلول”.
بدوره، ذكر الفلاح أحمد ثامر لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الخميس (29 نيسان 2021)، أن “الموسم الحالي حاد الجفاف، وخصوصاً في مناطق جنوب بهرز وجنوب كنعان وجنوب بلدروز، والتي كانت مزروعة بالحنطة والشعير”، واصفاً الأوضاع التي يمر بها الفلاحون حالياً بـ”المتردية”.
“طالبنا الجهات المسؤولة بإيجاد حلول سريعة لمعالجة الجفاف، لكن من دون فائدة، كما طالبنا بتحويل قسم من مياه دجلة إلى مناطقنا”، مستدركاً أن “هذا الأمر بحاجة إلى مبالغ طائلة جداً”.
يشار إلى أن احصاءات الامم المتحدة، حذرت من أن العراق يفقد نحو 100 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة سنوياً، نتيجة التغيّر المناخي في العالم بشكل عام، والعراق من ضمن البلدان المتأثرة بهذا التغيّر، فضلاً عن الاستخدام الجائر للتربة واستخدام الأساليب القديمة في نظام الري الذي سبب تملّح التربة.
وتعتمد مندلي وقزانية منذ سنوات طويلة على ايرادات الآبار الارتوازية بنسبة 70% في مواسم الجفاف الحاد.
أضف ردا