مدينة “حسنكيف” الواقعة في جنوب شرق تركيا على ضفاف نهر دجلة، تقع في منطقة كردية، وهي من أقدم المستوطنات البشرية حيث يبلغ عمرها (اثنا عشر الف سنة) و لها أكثر من 20 حضارة تركت بصمتها فيها ، تحتوي على اقدم الكهوف بالتاريخ ويُرجّح ان المستوطنون الأوائل قد عاشوا على طول نهر دجلة فيها، كما تعتبر محمية طبيعية بسبب التنوع الاحيائي للمنطقة.
هذه المدينة ستختفي خلال الأشهر المقبلة تحت مياه بحيرة اصطناعية بسبب سد إليسو والذي بُنيَ لخزن المياه وتوليد الكهرباء على نهر دجلة. حيث يشكل هذا السد الورشة الرئيسية في مشروع جنوب شرق الأناضول، وهو مخطط يهدف إلى تنشيط اقتصاد المنطقة التي كانت تهملها أنقرة منذ فترة طويلة، بالاستناد إلى الطاقة والري. لكن المعارضين تحت اسم “إبقاء حسنكيف على قيد الحياة” من منظمات غير حكومية ومسؤولين محليين قد شكلوا حملات التضامن والتي تندد بسوء قرار بناء سد اليسو والعمل على ايقافه.
بالتزامن مع يوم البيئة العالمي شاركت المنتديات المحلية ضمن فضاء المنتدى الاجتماعي العراقي وبتاريخ 7 حزيران في وقفات التضامن والتي حملت هاشتاك (انقذوا حسنكيف – الحل يبدأ من حسنكيف) من اجل ايقاف غرق المدينة والحفاظ على مناسيب بتقليل مياه نهر دجلة داخل الاراضي العراقية والتي ستنخفض عند إغمار السد .
شاركت جمعية حماة نهر دجلة ومسار المياه والبيئة في بغداد- شارع المتنبي في الوقفة التضامنية من اجل انقاذ حسنكيف معبيرين عن حبهم لدجلة بحفظ موروثها الثقافي على طول ضفاف هذا النهر ولان حسنكيف جزء من هذا الموروث لذا يجب عدم التعدي عليه فالمياه حق لجميع الناس والمحافظة عليه وانقاذ المدينة وتاريخها.
انضم متطوعي (حماة الفرات )في الناصرية بالوقفة التضامنية لمؤازرة مدينة حسنكيف الاثرية في تركيا التي ستكون على موعد مع الغرق والتهجير حاملين لافتات تندد باضرار سد اليسو .
ورفع اعضاء منتدى السلام في هيت وفريق حماة الفرات شعارات حملت رسائل لانقاذ ورث الحضارة الانسانية وهم يقفون بالقرب من قلعة هيت الاثرية .
كما تضامن اعضاء منتدى بابيليا الاجتماعي مع قرية حسنكيف بوقفة تضامنية كبيرة في مدينة بابل الاثرية، قائلين :”وقفتنا هي اسلوب احتجاجي لاعنفي للمدافعة عن هذه المدينة الاثرية وكسب رأي عالمي واسع من اجل ايقاف ملئ سد اليسو الذي سيبدأ في العاشر من حزيران”.
فيما شارك منتدى النجف الاجتماعي واعضاء من منظمات المجتمع المدني في قاعة الادباء بالوقفة التضامنية مع المدينة محاولين ايصال صوتهم لايقاف مشروع السد والحفاظ على حسنكيف من الغرق.
لم يتوقف التضامن الوطني مع حسنكيف بل تحولت المشاركة الى وقفات دولية من مختلف دول ومدن العالم، الا ان هيئة إدارة المياه المسؤولة عن السدود في تركيا لم تعلن عن جدول زمني للعملية، وإن كانت وسائل الإعلام تفيد أن العملية ستنجز بالكامل في العام 2019,لكن الحملات التطوعية ومنظمات المجتمع المدني مستمرة لغاية الان بمحاولة ايقاف السد الذي سيدمر حضارة عمرها عشرات الاف السنين .
فاطمة الوردي
المنتدى الاجتماعي العراقي
أضف ردا