حماة دجلة
في ست مدن عراقية مختلفة, نظم نشطاء شباب ومهتمون بالشأن البيئي, معارض فنية جسدت مأساة الجفاف التي تلحق بالعديد من المدن العراقية جراء انخفاض مناسيب مياه نهر دجلة والفرات. هذا الحراك امتد للفترة بين 19 و26 كانون الاول. النشطاء حرصوا على ابراز الجانب الكارثي لواقع جفاف الانهار الذي بات كابوساً يهدد الجميع, مشيرين الى رغبتهم الجدية بأن تتحرك الحكومة والسلطات التنفيذية المسؤولة بشكل عاجل لإيجاد حلول بديلة لحل هذه الازمة وإنقاذ الملايين من السكان الذين يرتبط وجودهم بوجود المياه.
يذكر ان هذا النشاط الذي تم تنظيمه في بغداد والناصرية والعمارة وهيت والديوانية والنجف, وتم بالتنسيق المشترك مع جمعية حماة دجلة والمنتدى الاجتماعي العراقي, تضمن معرضاً للصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية والرسوم الكاريكاتيرية لفنانين ومصورين شباب من المدن المذكورة, أظهرت البعد الأنساني لإربتاط الانسان بالبيئة. كما صاحب المعرض تنظيم وقفات احتجاجية للتنبية بحساسية القضية وحجم الاهمال في التعامل مع واقع الجفاف على المستوى الوطني.
هذه الأزمة ليست وليدة اليوم, ولم تأتي بشكل طارئ, بل هي نتيجة سنوات من الاهمال في التعاطي مع قضية الأمن المائي في العراق, مع عدم الايمان بأن ملف المياه يجب ان يوضع ضمن قائمة الأولويات الوطنية. حيث ومع اواخر العام الماضي بدأ الجفاف يجتاح عموم المناطق العراقية الواقعة على مجرى الانهار, والتي اعتادت ان تستمد احتياجها الطبيعي للمياه منها.
وبحسب التصريحات الرسمية لوزارة الموارد المائية العراقية فإن هذه الأزمة جائت كنتيجة طبيعية لموجة الجفاف التي تمر بها المنطقة وشحة هطول الأمطار فيها, وان التصعيد في حدة المطالبات يعتبر غير واقعي بسبب ان الازمة طبيعية. من جانبهم يرى النشطاء البيئيون ان موجة الجفاف كان يمكن تلافي حجم تأثيرها عبر ادارة افضل للموارد المائية بوضع خطط واقعية لتخزين المياه واعادة استخدامها عند الحاجة.
كما يعتبر النشطاء المشاركون في فعاليات معرض عراق بلا رافدين ان السدود التركية والايرانية على نهر دجلة تلعب دور اساسي في تعميق أزمة الجفاف في العراق, وان اهمال الحكومة العراقية لسنوات للنقاش مع البلدين المذكورين بشكل حاسم حول الحقوق المائية المشتركة لدول منطقة ما بين النهرين ساهم فيما وصل اليه الحال اليوم.
“عراق بلا رافدين” عنوان رمزي اختاره النشطاء لفعاليتهم في اشارة تهكمية الى ان العراق الذي طالما عرف بإسم بلاد الرافدين، قد يصبح على المدى القريب بلا رافديه وبلا انهاره، اذا ما استمرت السياسات العشوائية في التعامل مع ملف المياه، عبر ابقاءها في ذيل قائمة الاولويات الوطنية.
لتكون جزءاً من هذا الحراك البيئي في العراق, قم بمراسلة البريد الالكتروني: [email protected]
أضف ردا