تشارك جمعية حماة نهر دجلة ومنتدى الديوانية للبيئة والسلام في الاحتفاء باليوم العالمي للطيور المهاجرة، واصدرت بهذه المناسبة هذا البيان:
اليوم العالمي للطيور المهاجرة : ” توحيد أصواتنا للحفاظ على الطيور“
World Migratory Bird Day: Unifying Our Voice for Bird Conservation
نشارك مع نظرائنا من مختلف دول العالم في حملة ” توحيد أصواتنا للحفاظ على الطيورالمهاجرة” ، فالعراق يعتبر من البلدان التي تمثل اراضيها احدى الممرات المهمة لهجرة مختلف انواع الطيور، وتوفر اراضيه التنوع البيئي وتوفر الغذاء اللازم اتوافد اعداد كبيرة من الطيور وبقائها في مواسم الهجرة.
لكننا في جمعية حماة نهر دجلة وفي منتدى البيئة والسلام، بشكل خاص وفي المجتمع المدني العراقي بشكل عام، نشعر بقلق كبير للمخاطر التي تواجه المناطق الرطبة في العراق وكذلك للمخاطر التي تهدد الطيور المهاجرة. فالمناطق الرطبة ومنها الاهوار والانهار العراقية مهددة بسبب شحة المياه، التي تتزايد نتيجة لاستمرار دول الجوار العراقي وخصوصا تركيا وايران ببناء السدود العملاقة والتي تقلل كثيراً من مورادنا المائية بشكل عام وموارد الاهوار بشكل خاص، مما يؤثر على البيئة المستضيفة لتلك الطيور.
من جانب اخر تتعرض الالاف من الطيورالمهاجرة والزائرة الى اراضي العراق الى عمليات صيد جائر وبطرق مختلفه منها الشباك والاطلاقات النارية وغيرها، ويتم استهداف انواع مختلفة من الطيور لغرض الاتجار بها او استخدامها كطعام او ممارسة هواية الصيد، لكن المشكلة ان كل ذلك يتم بشكل غير مسؤول وغير مستدام، حيث تجري هذه الممارسات في مخالفة صريحة للقانون العراقي الذي ينظم عمليات الصيد. كما لابد من التأكيد، انه وبسبب ضعف الوعي باهمية البيئة تجري عمليات قطع الاشجار، وحصاد للقصب والبردي، كما تتوسع رقع الاستكشاف النفطي، بشكل غير مدروس علميا في المناطق المضيفة للطيور المهاجرة او الزائرة. وهذا كله يؤدي الى مخاطر جسيمة تهدد الممرات العراقية للطيور المهاجرة، وتؤدي بها الى الهلاك.
لقد اعتبر عام 2018 عامًا انتقاليًا هاماً في تاريخ اليوم العالمي للطيور المهاجرة، واطلق عليه “عام الطائر”، ويحتفل به من الآن فصاعداً في كل عام مرتين في شهري أيار وتشرين الأول، للوصول إلى جمهور أوسع من إيصال رسالة مفادها المحافظة على الطيور المهاجرة، بوصفه عاماً لتوحيد وتنسيق الجهود في جميع أنحاء العالم، للدفاع عن الطيور المهاجرة، وتعزيز الوعي بشأن الحاجة إلى حمايتها، ولتبادل قصص النجاح، والبرامج والأنشطة التي من شأنها الدفاع عن الطيور المهاجرة.
اليوم، ينصب دورنا كناشطين بيئين عراقيين من جمعيات ومنظمات وافراد، لنساهم في توعية الصيادين والسكان المحليين للحد من مخاطر الصيد الجائر التي تطال الطيور لاسيما منها الانواع المهددة بخطر الانقراض. وكذلك في العمل على اقناع الحكومة العراقية المركزية والحكومات المحلية وباقي السلطات العراقية، بضرورة اتخاذ خطوات جادة وسريعة للحفاظ على المناطقة الرطبة والانهار والبيئة في العراق، مما من شأنه المحافظة على البيئة المستضيفة للطيور المهاجرة، ومن اجل ذلك، وعلى هامش اليوم العالمي للطيور المهاجرة، ندعو كل المهتمين الى التفاعل اكثر مع قضية البيئة العراقية، بوصفها واحدة من القضايا المهمة، وذات الأولويات الوطنية.
أضف ردا