تحت اول شجرة افوكادو زُرعت في لبنان، بعمر ١٠٠ عام، سجلت حركتي البيئة العراقية واللبنانية صفحة جديدة من نضالهما المشترك.
لأن العمل البيئي يجب ان يتخطى الحدود الجغرافية والمناطقية، وان يتعاون في اطاره كافة الفاعلين والمهتمين. ولان الواقع البيئي في المشرق العربي يتشابه الى حدٍ ما، فقد سجلت جمعية حماة دجلة العراقية وشريكها جمعية الارض-لبنان مرحلة جديدة من مراحل تعاونهما، تتويجاً لسلسلة من محطات العمل المشترك. حيث وقع الطرفان اول مذكرة تفاهم بيئية تجمع بين شريكين من المجتمع المدني العراقي واللبناني.
ان زيادة الوعي بأهمية حماية البيئة، ونشر المعرفة المتعلقة بسبل تنفيذ آليات الحماية هي من الأهداف المشتركة التي تؤمن بها جمعية حماة نهر دجلة وشبكتها (حماة المياه والبيئة) وجمعية الارض-لبنان وتسعيان الى تحقيقها. لذلك اتفق الطرفان على إبرام المذكرة، ايماناً بان التعاون البناء يساعد في تحقيق الغايات بأقصر الطرق. وتماشياً مع رؤية الحركتين في الانفتاح للعمل بشراكات أوسع على المستوى الإقليمي والدولي، بغية تبادل المعارف والخبرات والتعاون البناء. وتتويجاً لسلسة من محطات التعاون التي اثمرت تضامناً عابراً للحدود كان له أثر في خدمة نضال كلا الحركتين. ولقد لعب منتدى المياه الإقليمي في العراق ربيع عام ٢٠١٩ دوراً رائداً في تقريب الطرفين وفتح افاق التعاون وصولاً الى توقيع هذه المذكرة.
شملت مجالات التعاون وفق المذكرة، العمل على وضع خطط استراتيجية للاستجابة والاستعداد لمواجهة التغير المناخي ووضع حد لتداعياته التي تهدد الأمن البيئي والاقتصادي والاجتماعي في كلا البلدين، والمنطقة والعالم بشكل عام. كما يتعاون الطرفان في التخطيط ورسم الاستراتيجيات وتبادل الخبرات من اجل حماية المناطق الحساسة. واستضافة خبراء لتنظيم ورش عمل في العراق ولبنان لبحث ونقاش المعارف المتعلقة بحماية البيئة واستعراض فرص تحسين الواقع البيئي بما ينسجم مع الإمكانيات المتوفرة. بالاضافة الى تنفيذ أنشطة توعوية في العراق ولبنان للترويج لثقافة استخدام البدائل المستدامة والصديقة للبيئة واشاعة مبادئ اعادة التدوير والادارة المستدامة للنفايات.
كما تضمن الاتفاق ان يساهم الطرفان بتقديم المشورة والدعم الفني لصياغة الاستراتيجيات السنوية لبعضهما البعض، من اجل تضمين منظور إقليمي للنضال البيئي. وتنظيم أنشطة تبادل ثقافي في كلا البلدين لتقديم تجربة معرفية تثري خبرات النشطاء من الحركتين، وتتضمن برامج التبادل الثقافي معايشة لمجريات العمل اليومية وزيارة ميدانية للمواقع البيئية. ويتشارك الطرفان في كتابة برامج بيئية بغرض الحصول على تمويل لمشاريع يتم تنفيذها على المستوى الإقليمي. كما ويلعب كل طرف دور الميسر والمسهل لوصول شريكه للمنظمات المتخصصة في بلده، والهيئات الحكومية، واللجان المحلية والدولية ذات التخصص.
سيوفر هذا الاتفاق الاستراتيجي فرصة لتأطير النضال البيئي في البلدين ببعد اقليمي يشكل نواة لتحفيز مجاميع اخرى من المنطقة للانخراط وصولاً الى تشكيل تحالف اجتماعي يناضل من اجل حماية البيئة ومصادر المياه في عموم دول المنطقة. لقراءة الاتفاق.
لمعرفة المزيد حول الاتفاق وفرص التعاون، يمكنكم التواصل عبر البريد الالكتروني التالي: [email protected]
أضف ردا