ختامًا لمشروع سومريون، في عصر يوم الجمعة 7 تشرين الأول 2022، أطلقت حماة دجلة مهرجان سومريون التراثي، بهدف تسليط الضوء على أهمية السياحة المستدامة في ذي قار، وتوفير مساحة مناسبة للشباب والشابات العاملين في مجال احياء التراث الحضاري والثقافي في المحافظة.
المهرجان أقيم في مدينة الناصرية على حديقة الشهيد أحمد نوفل، بحضور أكثر من 537 شخص بين ناشطين وسياسيين وصحفيين وشركاء في المشروع وشخصيات عامّة، اضافة الى تواجد مستمر للعوائل من مدينة الناصرية، وسط 54 مشاركة, تنوعت بين حرف يدوية تراثية وعصرية ومعرض للرسم الكاركتيري ومعارض للكتب وفرق تطوعية ومنظمات مجتمع مدني، كما استضاف المهرجان أول معرض صور للصحفي المصور أسعد النيازي.
ذي قار وجهة سياحية، كانت الموضوع الأساسي في المهرجان، حيث انطلقت الحملة بداية هذا العام للتعريف بمناطق في ذي قار تجذب الزوّار والسيّاح دائمًا، لكنها تعاني من مشاكل أبرزها غياب الاهتمام الكافي وعدم المعرفة اللازمة بأهمية المناطق هذه وكيفية استدامتها؛ وأبرزها مدينة أور الأثرية ومناطق الأهوار الوسطى.
أول معرض صور للمصور الصحفي أسعد النيازي
أسعد النيازي هو مصور صحفي في الوكالة الفرنسية (أ. ف. ب.) معروف بتغطيته لكثير من الأحداث في المحافظة والجنوب بشكل عام، ومشهور بتوثيقه لأزمة المياه في الأهوار، يقول النيازي حول استضافة المهرجان أول معرض صوري له “تجربة رائعة، خاصة أنني اشعر بشعور وطني تجاه بيئتي التي أنتمي إليها، لكن أراها تموت.”
ينحدر النيازي من جنوب العراق، ويهتم بتوثيق أزمات المياه وآثار التغير المناخي ويقول “انا مهتم بالجانب البيئي، بسبب مدينتي في الجنوب، التي تتعرض بشكل مستمر الى ظواهر التغير المناخي وعدم الانصاف الحكومي وخاصة بما يتعلق بالحصص المائية”
ويضيف “تعاون جيد جدًا بيني وبين الجمعية، والهدف هو واحد وهو حماية الأهوار” وحول مشاركته في المهرجان يقول “ادارة المهرجان نجحت في فعالياتهم، وكنت واثقًا في الحضور لذلك اشتركت في المهرجان وبالفعل وصلت صوري للمتلقين التي توثق الجفاف التام وهجرة عرب الأهوار”
نجاح المهرجان
يصف المنسق الميداني للمشروع، نصير باقر، المهرجان بالناجح خاصة ” أنه من خلال المهرجان تمكنا من ايصال جملة من الرسائل كان اهمها ضرورة العمل على مشروع ذي قار وجهة سياحية. واهمية حماية الاهوار من خطر الجفاف المحيط بها في الوقت الراهن” يقول باقر، وهذه الرسائل كانت موضع تضامن وليس ترحيبًا فقط من قبل المشاركين ويكمل “عبروا بدورهم عن اهمية المهرجان في عكس السمة المدنية التي كانت تتمتع بها الناصرية لوقت قريب”
يقول تون بيجينز، مدير مشروع سومريون لدى وصوله للمهرجان “كان هناك جو رائع ومتفائل وإيجابي. كان هناك جميع أنواع الأشخاص من جميع الخلفيات والأعمار. كان المهرجان كبيرا جدا، وأحببت أن يشارك فيه الكثير من الناس من خلال البازار.”
فيما يتحدث حيدر السومري، منسق المهرجان ومنسق ورشة إنكي للحرف اليدوية، حول المهرجان “كان الحضور كبيرًا ولم ينحصر على مركز المدينة فقط، كما إنه شهد اقبالا على جميع المنتجات التي عُرضت” فيما اضاف السومري “حضر المهرجان عدد كثير من الشخصيات المهمة تنوعت بين شخصيات سياسية وممثلين حكوميين كمستشاري المحافظ، وناشطين ومهتمين بالبيئة وحضور مميز للصحفيين والاعلاميين، ورحب الحضور والمشاركين بالمهرجان واستعدادهم للتعاون ومساعدة صناع القرار في حفظ التراث الحضاري والثقافي والبيئي في المحافظة.”
بجانب ذلك تتحدث زهراء منشد، إحدى المشاركات، قائلة “كان ممتعًا وجميلًا ومنظمًا للغاية، شاركت بأعمالي اليدوية الخاصة بالتطريز وعمل الاكسسوارات، وهو فن قديم أسعى لإحيائه”، “لم يقتصر المهرجان على نوع من الفنون، وهذا كان أجمل جانب من المهرجان” تضيف منشد.
السياحة في ذي قار، أهداف وفرص والكثير من التحديات
عملت جمعية حماة نهر دجلة، على تمكين السياحة الحضارية والثقافية والبيئية في ذي قار، من خلال طرق عدة، تمثلت بجهود مستمرة لحماية مياه الأنهر والأهوار، ومن خلال المطالبة بحفظ وحماية المواقع الأثرية في المحافظة، الجمعية كانت شريكًا محليًّا في مشروع سومريون، الذي ركز على الترويج لمحافظة ذي قار كوجهة سياحية، حيث اطلقت الجمعية حملتين خلال المشروع؛ تفعيل قانون حماية وتحسين البيئة و “ذي قار وجهة سياحية”
يحدثنا بيجينز حول أهمية السياحة المستدامة في ذي قار قائلا “فرصة عظيمة للربط بين الحفاظ على البيئة والثقافة وسبل العيش. يمكن لسكان ذي قار أن يفخروا بتراثهم، ويجب أن يعرفوا أن العالم مهتم بالمشاركة ومعرفة المزيد عنه! سيسمح للمجتمعات بالاستفادة المباشرة منه وزيادة الفخر بتراثها وبيئتها.”
ومن جانبه، تحدث باقر عن مشاكل وتحديات عملية صناعة السياحة في ذي قار حيث يعزو أسباب عدم ازدهارها إلى غياب الخطط الواضحة وغياب عوامل الجذب ويقول “يبقى ملف السياحة مركون الى اجل غير مسمى” بسبب اعتماد المحافظة على الانتاج النفطي فقط والذي “قطع السبيل امام اي محاولة للتنمية الاقتصادية التي تدخل فيها السياحة عامل مهم”
لكن من جانب آخر، يرى باقر اهتمامًا كبيرًا بالجانب التراثي في المحافظة من قبل المجتمع الباحث عن هويته الوطنية، بينما نلاحظ عدم اهتمام قد يكون متعمد من قبل صاحب القرار.
ويؤيد ذلك السومري حيث يقول “مؤخرًا التمسنا اهتمامًا بالتراث وحفظ الموروث الثقافي والحضاري، لكنه ليس بالمستوى المطلوب لما تحمله المحافظة من إرث كبير” ودعى الجميع لزيادة فعالية الجهود لتعزيز هذا الإرث وتمكين المحافظة سياحيًا.
وحول حماية الأهوار أعلن عن واحد من أسباب تخصيص مساحة لجمع التواقيع للمطالبة بحماية الاهوار، قائلا “كونها قلب ينبض بالحياة في جنوب العراق ولا ننسى أنها تراث عالمي وللتحشيد للوقفة الاحتجاجية التي ستقام في مدينة الجبايش في 15 تشرين الاول”
مهرجانٌ يختتم مشروعه
” لقد كان المهرجان تتويجًا لعامين ونصف من العمل الشاق في سومرين، حيث عرض العمل الذي تم إنجازه للمجتمع في الناصرية وذي قار. لقد كانت لحظة لتحقيق العمل الجماعي الرائع الذي تم إنجازه لجميع الموظفين وجعل المشروع مرئيًا في قلب مدينة الناصرية.” يصف بيجينز نهاية المشروع.
المهرجان جاء ختامًا لمشروع سومريون؛ الشباب السومري أجل التنمية الاقتصادية والإرث الثقافي، الذي يدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي عبر السياحة البيئية والحفاظ على الإرث الثقافي في محافظة ذي قار، حيث عمل المشروع على بناء ورش عمل دربت شباب وشابات من ذي قار حول مختلف الصناعات السياحية، أبرزها: الحرف اليدوية المتمثلة بصناعة الخوص وصناعة الفخار وصناعة المصغرات التراثية حيث كانت هذه التدريبات في ورشة إنكي، الموجودة في متحف الناصرية الحضاري، وصناعة المضيف ومصغرات المضيف في ورشة تراث لصناعة المضيف في مدينة الفهود التي دارتهما الجمعية، بينما عملت ورشة النساء في سوق الشيوخ على تعليم الناس على صناعة بعض المأكولات وورشة القوارب في الفهود دربت شباب المدينة على صناعة القوارب التقليدية ومصغرات القوارب وكلتا الورشتين أدارتهما منظمة جسر إلى.
المشروع المحلي، سومريون، موّله قبل الاتحاد الأوروبي ونفّذه برنامج الأمم المتحدة الانمائي بالشراكة مع حكومة ذي قار المحلية ومنظمات غير حكومية، تحديدً Un Ponte Per، وجمعية “حماة دجلة”، و”مشاريع سفينة”، واستوديو “كارلو ليوباردي”. ويأتي المشروع في إطار برنامج دعم تعافي العراق واستقراره عبر التنمية المحلية .
أضف ردا