وسط عدم ادراك الشباب لحجم الكارثة وانبهارهم بهذه الظاهرة البريئة التي تبعث على البهجة والسرور، يزيد المسؤولين من التحديات بموافقتهم على هذه الانشطة التي تخفي وراءها تهديدًا بيئيًا هائلًا.
عادة، تُستخدم البالونات كزينة في الاحتفالات – وهذه مشكلة بحد ذاتها-، لكن في السنوات الأخيرة، أصبح الشباب يُطلقونها في الهواء مرفقين معها أحلامهم وأمنياتهم علها تتحقق، متجاهلين التأثير البيئي الكبير الذي يسببونه.
لذلك صار لزامًا علينا أن نلقي نظرة على تلك التأثيرات البيئية الكامنة ونحث المسؤولين على التحرك لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها.
⁃ أزمة التلوث البلاستيكي:
تسهم البالونات في أزمة التلوث البلاستيكي العالمية، مما يشكل تهديدًا للحياة المائية والنظم البيئية والصحة البشرية. فعلى سبيل المثال في دولة صغيرة مثل دولة الكويت، ووفقًا لـ وكالة القبس يتم إطلاق تقديري 25 طنًا من البالونات البلاستيكية إلى الغلاف الجوي سنويًا، لينتهي بها المطاف طافية في المحيطات والأنهار واليابسة.
تشير التقديرات إلى أن هناك مخزونًا يبلغ 86 مليون طن من الحطام البحري البلاستيكي في المحيطات في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من نهاية العام 2013 على افتراض أن 1.4 ٪ من البلاستيك العالمي المنتج من عام 1950 إلى عام 2013 قد دخل المحيط وتراكم هناك، ولابد ان البالونات صارت تشكل جزءًا من هذا المخزون.
⁃ التأثير على الحياة تحت المياه:
عندما تُطلق في الجو، يمكن للبالونات البلاستيكية أن تسافر لمسافات هائلة قبل أن تسقط أخيرًا. غالبًا ينتهي بها المطاف طافية في المحيطات والأنهار او على اليابسة. وعند سقوطها، ترى الحيوانات البحرية او البرية قطع البالونات على أنها طعام، مما يؤدي إلى ابتلاعها وإلحاق ضرر محتمل لهذه الحيوانات. كما يمكن أن تلتف الأوتاد المرتبطة بالبالونات حول الحيوانات، مسببة لها إصابات بالغة أو حتى الوفاة، مما يؤثر على النظم البيئية والتنوع الاحيائي.
⁃ البالونات لا تتحلل:
في خلاف للاعتقاد الشائع، لا تتحلل البالونات. لانها كما حال البلاستيك يمكن أن تستغرق سنوات طويلة جدًا لتحللها. خلال فترة تحللها، تطلق مواد كيميائية ضارة لمحيطها، وتتفتت إلى قطع صغيرة، تدعى البلاستيك الدقيق، وقد تم ربط هذا التلوث الواسع بمجموعة من المشاكل البيئية والصحية، مما يبرز حاجة ضرورية لإعادة التفكير في استخدامنا للبالونات البلاستيكية.
⁃ مخاوف خاصة بالصحة البشرية:
يمتد تأثير البالونات البلاستيكية الى الصحة البشرية أيضًا. قد تلوث المواد الكيميائية المتحررة أثناء عملية التحلل التربة ومصادر المياه، مما يدخل اخيرًا في سلسلة الغذاء ويشكل مخاطر محتملة على الصحة البشرية. الأبحاث قائمة، ولكن الدراسات الأولية تشير إلى ضرورة زيادة الوعي بالتأثيرات الصحية المحتملة المرتبطة بتلوث البالونات البلاستيكية والبلاستيك بشكل عام.
⁃ البدائل والحلول:
لتخفيف التأثير السلبي للبالونات البلاستيكية، يجب اعتماد البدائل المستدامة، والصديقة للبيئة. بالإضافة إلى ذلك، يجب ان نعمل على تعزيز الوعي حول التأثيرات البيئية لإطلاق البالونات واستخدام البلاستيك بشكل عام وتعزيز ممارسات تحمل المسؤولية وحماية البيئة من قبل الشباب والكوادر التدريسية والسلطات الاعلى. أذ يتعين على الأفراد المساهمة في التغيير الإيجابي للمساهمة في بناء بيئة صحية ونظيفة للأجيال القادمة.
أضف ردا