أمستردام، حزيران 2022
تعمل الحكومة العراقية جاهدةً على إكمال بناء سد محكول. السد الذي يُفترض أن يُقام على نهر دجلة على بعد 230 كيلومتر شمال بغداد، ويقع بين مصب الزاب الصغير وقرية الحضرانية شمال قضاء الشرقاط. تتقدم أعمال البناء في سد مكحول حيث تقوم وزارة الموارد المائية حاليًا بإنشاء 80 وحدة سكنية للمهندسين والفنيين الذين سيديرون العمل في الموقع. إذ إن عملية بناء السد مستمرة على الرغم من حقيقة أن العراق لا يحتاج إلى المزيد من السدود أو الخزانات الكبيرة، كما ذكر في “استراتيجية موارد المياه والأراضي في العراق” والمعروفة باسمها المختصر SWLRI، التي تمت بتكليف من الحكومة العراقية في عام 2015.
من المخطط أن يكون خزان سد مكحول على نهر دجلة بطول 3,227 إلى 3,600 متر. و أن تبلغ سعته الخزنية 3 مليارات متر مكعب، وتكلفته 3 مليارات دولار. وتبعًا للحكومة العراقية، سيتم استخدام المياه المخزونة لتوليد الكهرباء و الري وكذلك للوقاية من خطر الفيضانات. من الجدير بالذكر، أن خطط بناء هذا السد تستند إلى أبحاث قديمة تعود إلى أكثر من 40 عامًا، أي منذ أن تم التخطيط للسد لأول مرة خلال عهد صدام في أوائل القرن الحادي والعشرين.
حتى الآن يتم تجاهل آثار السد من قبل صناع القرار في العراق على الرغم من اعتراضات العديد من الخبراء العراقيين والدوليين. لذا يهدف هذا التقرير إلى الدعوة لإجراء فحص شامل لتكاليف السد وفوائده المزعومة، من خلال دراسة الآثار البيئية والثقافية والاجتماعية للسد، مع مراعاة الجوانب الفنية. هذا التقرير هو نتاج للبحث الميداني في موقع بناء السد الذي أجري في عام 2021، و تضمن العديد من المقابلات مع المخبرين والمجتمعات التي ستتأثر بالسد، بالإضافة إلى مراجعة البيانات والمعلومات الموجودة حول السد وتأثيراته.
إذا استمرت الحكومة العراقية في بناء سد مكحول، فإنها ستضع النظم البيئية حول سد مكحول في حالة من عدم التوازن. من خلال إغراق مناطق المنبع وتقليل تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر، مما سيؤثر سلبًا على جودة المياه. كما أنه سيقلل من التنوع البيولوجي على طول مجرى نهر دجلة والأهوار في جنوب العراق. علاوة على ذلك، سيؤدي سد مكحول إلى تلف أجزاء من موقع التراث العالمي لمدينة آشور ويضع مدينة كار تيكولتي نينورتا بأكملها تحت الماء. كما سيغمر أكثر من 250 موقعًا أثريًا، على الرغم من معارضة وزارة الثقافة العراقية ومنظمة اليونسكو. من جهة اخرى، سيؤدي سد مكحول إلى تهجير أكثر من 100,000 شخص من 40 مجتمعًا داخل محافظتي صلاح الدين وكركوك، عاد معظمهم مؤخرًا لإعادة بناء حياتهم بعد سنوات من النزوح. اخيراً، حتى لو كان من الصعب قياس الآثار الإيجابية والسلبية للسدود، فيمكن اعتبار التكلفة المستقبلية لسد مكحول أعلى بكثير من الفوائد المحتملة للسد على الأرض.
توصيات التقرير:
1 – ايقاف بناء سد مكحول، نظراً لما سبق ذكره من الآثار السلبية بيئيًا وثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
2. التوجه نحو بدائل بناء السدود، بما في ذلك تحديث تقنيات الري واستخدام موارد المياه غير التقليدية، مثل تجميع مياه الأمطار وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي والتقنيات المماثلة الأخرى.
3. إعطاء الأولوية للمفاوضات مع دول الجوار للاتفاق على حصص عادلة من الموارد المائية في حوض دجلة والفرات.
4. إعطاء الأولوية لتحسين التنسيق بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق والعمل على خطة حماية طويلة الأمد للحفاظ على أنهار العراق.
5. الاستفادة من المعرفة والخبرة المحلية للقيام بأعمال تنقيب شاملة عن المواقع الأثرية في منطقة السد، بغض النظر عما إذا كان سيتم اكمال بناء السد.
تؤمن حملة أنقاذ دجلة أن الماء مورد طبيعي لا ينتمي إلى أي دولة أو أمة أو طائفة. أذ دعت الحملة منذ عام 2012 لمناهضة بناء سدود إليسو وداريان وغيرها من السدود الكبيرة في العراق والمنطقة، من أجل الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي لنهر دجلة، وتعزيز الاستخدام المستدام والعادل للمياه.
لقراءة البحث كاملا ادناه
لمزيد من المعلومات حول التقرير، أتصل بالحملة عبر:
جيمس بوج | أنقاذ دجلة – هولندا | 0031642936763
البريد الإلكتروني: [email protected]
سلمان خيرالله | حماة دجلة – العراق | 009647806786372
البريد الإلكتروني: [email protected]
أضف ردا