28 أكتوبر 2016
أصدرت حملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية تقريرا عن تأثير سد داريان على إقليم كردستان العراق. سد داريان هو سد كبير تحت الإنشاء على نهر سيروان في إيران حاليا. يسلط التقرير الضوء على طرق بناء السدود المثيره للجدل لأغراض المصلحة الذاتية في مناطق شحيحة المياه رغم وجود أدلة على ان لبناء هذه السدود تأثير سلبي كبير على الصعيدين المحلي والاقليمي. محليا تتسبب السدود بهجرة ودمار لمناطق السد ، واقليميا تتسبب بتعاظم شحة المياه وخفض تدفقها نتيجة انخفاض تدفق المياه.
حتى الآن، هناك القليل جدا من المواد المتوفرة عن سد داريان، على الرغم من تأثيره الكبيرعلى العراق. لذلك فان هذا التقرير يهدف إلى سد هذه الفجوة من خلال تقديم تحليل اجتماعي وسياسي لتأثير سد داريان على إقليم كردستان العراق. ويستند التقرير في المقام الأول على إجراء بحث استقصائي نوعي تضمن إجراء مقابلات مع مسؤولي حكومة إقليم كردستان، وعدد من المسؤولين المحليين من المناطق المتضررة والمنظمات غير الحكومية والخبراء الأكاديميين.
وقدم التقرير في المنتدى الاجتماعي النرويجي في أوسلو، خلال ندوة اعدتها جمعية الدراسات الدولية للمياه FIVAS وحضرها ممثل عن وزارة الخارجية النرويجية وعدد من المهتمين، حول الأزمات المياه بسبب السدود الكبيرة.
ما بين 20 إلى 30 في المئة من التدفق السنوي لنهر دجلة يأتي من إيران عبر نهر سيروان ونهر الوند. في السنوات الأخيرة، بسبب مشاريع المياه الإيرانية, تقلص تدفق المياه من نهرالوند إلى حد كبير، وبناء سد داريان الواقع على نهر سيروان في محافظة كرمنشاه الإيرانية سوف يؤثر تأثيرا كبيرا على تدفق المياه إلى محافظة حلبجة في إقليم كردستان العراق.
سد داريان، الذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في 2018سيحد من تدفق المياه من نهر سيروان بنسبة تصل إلى 60 في المئة، مما يؤثر على مئات الآلاف من الناس في السليمانية وحلبجة . فانخفاض تدفق المياه سيتسبب بأزمة في مياه الشرب وسيؤثر بشكل كبير على قطاعي الطاقة الكهرومائية والصيد والزراعة في إقليم كردستان. كما ان انخفاض تدفق المياه من نهر سيروان، والمعروف باسم نهر ديالى في العراق، سيكون له أيضا تأثير سلبي كبير على الناس والمجتمعات في وسط وجنوب العراق.
ومع ندرة المياه، والتي من المتوقع أن تتفاقم في العقود القادمة مع استمرارالاثار السلبية لتغير المناخ، فان العواقب ستكون وخيمة على الأمن الغذائي وسبل المعيشة والصحة والبيئة والتنمية الصناعية والاقتصادية في عموم العراق.
حملة انقاذ نهر دجلة والاهوارالعراقية تؤمن ان المياه موردا لا يمكن ان يتم احتكاره من أي دولة أو أمة أو طائفة فالمياه وسيله اساسية لكل البشر والحياة في المنطقة. لا ينبغي أن تستخدم المياه كسلاح سياسي، وندرة المياه لا يجب أن تكون سببا للصراع في منطقة وادي الرافدين. بدلا من ذلك، فان المياه ممكن ان تكون أداة لتحقيق الاستدامة والتعاون والتعايش بين إقليم كردستان العراق والعراق ككل مع ايران و تركيا وكل جيرانهم في منطقة وادي الرافدين .
منذ عام 2012، وحملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية تناضل ضد بناء سد اليسو على نهر دجلة في تركيا و سد داريان على نهر ديالى في ايران وغيرهما من السدود الكبيرة التي تبنى بدون اي تشاور مع العراق وبدون اي قياس لاثارها السلبية على الانسان والبيئة. نضال من اجل الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي لنهر دجلة، والاستخدام المستدام والعادل للمياه للجميع.
أضف ردا