في 14 آذار من كل عام يرفع ملايين الأشخاص حول العالم أصواتهم للاحتفال بأولئك الذين يكافحون لحماية الانهار والمياه. كما يصادف يوم 22 اذار اليوم العالمي للمياه. وبهذه المناسبتين قامت جمعية حماة نهر دجلة بالتعاون مع فنون السلام بتنظيم فعالية في شارع المتنبي في 15 اذار، لتوعية الناس بالأخطار المحدقة بنهري دجلة والفرات خصوصا بعد التصريحات الأخيرة من جانب تركيا بتشغيل سد إليسو، والذي يقع على نهر دجلة، في بداية حزيران المقبل.
تشكل هذه المناسبة فرصة للملايين حول العالم للاحتفال بمنجزات الحراك العالمي لحماية المياه والانهار، وكذلك لإستذكار ومراجعة الأخطار التي تهدد العالم جراء اهمال التعامل بجدية مع ملف الامن المائي وملف الامن الغذائي المرتبط فيه بالضرورة. يستغل العالم اجمع هذه المناسبة للتذكير بمخاطر السدود التي تبنى على الانهار، واضرارها على التنوع البيئي، وللتذكير بالكوارث الناتجة عن الملوثات التي تدمر الانهار والبحار حول العالم على حد سواء. يقف العالم بصوت واحد ليندد بالسلوكيات العدائية في استخدام المياه كسلاح من قبل بعض الدول للضغط على الشعوب. تسليع المياه واطلاق يد ذوي الاطماع من ارباب الشركات الربحية للسيطرة على موارد المياه والانتفاع منها لتحقيق اطماع شخصية على حساب المصالح الانسانية هي ايضاً قضية تطرح بقوة ضمن مناشدات العالم بهاتين المناسبتين.
إنه يوم للنزول إلى الشوارع والتظاهر للمطالبة بتحسين سياسات وممارسات صانعي القرار فيما يخص المياه. إنه يوم لتثقيف بعضنا البعض حول التهديدات التي تواجه الأنهار، والتعرف على حلول أفضل لمعالجة مشاكل المياه والطاقة. انه يوم للمطالبة بإزالة السدود واستبدالها بمنظومات اكثر استدامة وصديقة للبيئة. قبل كل شيء إنه يوم التوحد – من خلال العمل الجماعي، نثبت أن هذه القضايا ليست محلية فقط، بل عالمية النطاق.
على المستوى المحلي، تتضامن حركات المدافعة البيئية ومجاميع حماة المياه في مدن نهري دجلة والفرات خلال الفترة الممتدة بين 14 و22 اذار لإثارة القضايا المصيرية المرتبطة بإستدامة الحياة الطبيعية على هذه الأرض، ولنقاش ما تعانيه انهارنا من كوارث ستقضي على فرص الاستدامة البيئية على المدى المتوسط. يقف نشطاء حماية المياه من حماة دجلة والفرات في مدن عراقية مختلفة، لإستعراض مشاكل التلوث التي تعانيها مدنهم، وتأثيرات الاستهلاك المسرف للمياه. فيما نقوم بالتنديد بمخاطر سد آليسو التركي على نهر دجلة، مطالبين الجانبين العراقي والتركي بمراعاة المصلحة الانسانية لشعوب منطقة وادي الرافدين.
حماة المياه في العراق
جمعية حماة دجلة
أضف ردا