السليمانية – بعد توقف دام لمدة سنتين بسبب جائحة كوفيد-19 وما فرضته من الإجراءات الوقائية، عاودت جمعية حماة نهر دجلة تنظيم مخيمها الشبابي السنوي بموسمه الخامس، على أرض دوكان في محافظة السليمانية، بتاريخ 25 تشرين الثاني، حيث ضم المخيم ناشطين وناشطات من حماة دجلة من 13 مدينة عراقية ، وبلغ عدد المشاركين/ات 44 مشارك/ة.
اختلف المخيم هذا العام عن مواسمه السابقة من حيث إدارته، حيث أدار أيام المخيم المشاركين/ ات أنفسهم/ هن بعد التقسيم لمجاميع عمل عند الوصول مباشرة، واختلف بتطبيق معايير بيئية أفضل كالاستخدام المستدام للموارد حيث حرصنا على تقليل انبعاثات الكربون عند استخدام وسائل النقل للوصول الى دوكان ووصولا إلى تقدير أفضل لاحتياجات المشاركين/ ات للغذاء والماء.
الاستخدام المستدام للموارد
تخيلوا معنا توفير الطعام والماء لأكثر من 40 شخص على مدار أسبوع باستخدام المواد الأكثر شيوعًا في السوق؛ الأواني البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، كم سيكون حجم النفايات بنهاية هذا الأسبوع!
إن تطبيق سياسة الاستخدام المستدام للموارد- عملية الحفاظ على جميع الموارد وإعادة استخدامها دون حرقها او تصريفها إلى الأرض أو الماء أو الهواء الذي يهدد البيئة أو صحة الإنسان- كان أحد أهم القيم التي تضمنها مخيم حماة دجلة في محاولة لتقليل كمية النفايات وصولا الى صفر نفايات، حيث حرص منسقي المخيم على إيصال هذه القيمة وزرع الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة في المشاركين من خلال تشجيعهم على استخدام أواني الطعام وقوارير المياه القابلة لإعادة الاستخدام (المطاريات)، فإن كمية المخلفات التي انتجناها خلال المخيم تكاد تكون معدومة حيث عمدنا إلى إعادة تدوير مخلفات الطعام لإطعام الحيوانات، ومن الجدير بالذكر ان هذه الالية قد لاقت اعجابًا كبيرًا من قبل المشاركين/ات، حيث سيعملون/ن على تطبيق هذه المبادئ في مدنهم/ن.
مؤتمر حماة دجلة الثاني
تضمن المخيم الذي استمر لخمسة أيام، اقامة مؤتمر حماة دجلة الثاني حيث ناقش الناشطين/ات في المؤتمر التحديات البيئية التي تواجه العراق بشكل عام، ثم التحديات والمشاكل التي تعاني منها المدن، ثم وضع المشاركون/ات الحلول المستدامة من أجل تقليل هذه المشاكل.
سعى المؤتمر لإشراك أكبر عدد ممكن من ناشطي وناشطات حماة دجلة في بناء وتثبيت سياساتها وأهدافها للفترات القادمة، حيث أقيمت دراسة مستفيضة استعرضت الجمعية خلالها النشاطات السابقة ونتائجها المتوقعة والمحققة ثم وضعت أهداف مستدامة للسنوات القادمة مع الأخذ بعين الاعتبار المشاكل البيئية الدقيقة المختلفة التي تختلف أحيانًا بحسب المناطق الجغرافية.
وعلى سياق متصل ناقش المؤتمر كيفية زيادة فعالية حملات رفع الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية وتحفيزه للتغيير الإيجابي.
الصباح في المخيم
عند شروق الشمس، يبدأ المشاركون/ات يومهم/هن بالرياضة الصباحية لبث النشاط والاستعداد لتناول الافطار ثم الذهاب للمؤتمر، كان اليوم الأول يمثل تحديًا لعدد من المشاركين/ات بعد يوم سفر طويل، لكن سرعان ما صارت عادة صباحية لبقية أيام المخيم.
مغامرة في جمي رزان
في ظهر اليوم الثالث قطعنا مسافة 6 كيلومترات في الصعود و تسلق منحدرات جميرزان، للتعرف على طبيعة الجبال المدهشة، سيرًا على الأقدام على المنحدرات الجبلية الوعرة وصولا إلى أحد الكهوف الموجودة في أعلى الجبل، واجهتنا تحديات، حيث لا يخفى أن أغلب المشاركين/ات لا يملكون خبرة تسلق الجبال، لكننا استطعنا فيما بعد التغلب عليها بالعمل الجماعي والتعاون بيننا، لنكمل المغامرة بسلامة ونعود لمخيمنا.
مساء المخيم
أما الفترات المسائية للمخيم فقد شهدت العديد من الفعاليات الممتعة التي قام بها المشاركون من مشاهدة الأفلام الوثائقية والتعرف على الثقافات المختلفة للمدن ونشاطات كسر الجمود كما تضمنت نقاشات حول ابرز ماتم طرحه في المؤتمر بالاضافة الى مراجعة يومية لمخرجات الجلسات ، هذه النشاطات المسائية ساهمت بتحفيز روح المغامرة لدينا، بالإضافة الى تعزيز الترابط و الأواصر بين الأعضاء، حيث ذابت الاختلافات بيننا وبرز الهدف الواحد الذي يجمعنا: البيئة تحتاج خطوة.
إن مخيم حماة دجلة مثّل مساحة للنشطاء البيئيين من مختلف المدن للتعرف على مشاكل المدن الأخرى صعبة الوصول ومشاركة مشاكلهم والتحديات التي يواجهونها والمشاركة في وضع خطط مستقبلية للجمعية ستضمن استمرار حراكنا البيئي الهادف لتحسين واقع المياه والحد من الملوثات التي تطال جميع المدن.
يذكر أن مخيم حماة دجلة هو حدث سنوي تنظمه جمعية حماة نهر دجلة، نُظّم هذا العام المخيم ضمن مشروع الأمن البيئي والبشري خلال حقبة كوفد-19 الممول من مؤسسة فاي وتنفذه حماة دجلة بالتعاون مع منظمة “جسر الى” الايطالية.
لمشاهدة تفاصيل اكثر عن المخيم بالفيديو اضغط هنا .
أضف ردا