رووداو ديجيتال
عقد في العاصمة بغداد المؤتمر الدولي الرابع للمياه بمشاركة عربية ودولية، متخذاً هذه المرة شعاراً (نحو مستقبل مائي افضل معاً نستطيع)، يطمح العراق من خلاله الى الخروج بتوصيات ونتائج ايجابية واستكمالاً للمؤتمرات السابقة.
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 43 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
حول الوضع المائي في العراق، قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال لشبكة رووداو الاعلامية، إن “المحاور الاساسية التي بني عليها المؤتمر هي الادارة المتكاملة لادارة الموارد المائية وحقوق العراق التاريخية والجغرافية والوطنية بنهري دجلة والفرات، وكذلك الاهم هو دبلوماسية المياه والتفاعل والتعامل مع التطور التكنولوجي”.
ولفت خالد شمال الى انه “ورغم هطول كميات كبيرة من الامطار خلال الفترة السابقة، والتي ساهمت في ارتفاع منسوب مياه نهري دجلة والفرات، الا ان الخزين المائي المتوفر في البلاد لم يتجاوز 22%”.
من خلال هذا المؤتمر يسعى العراق الى الخروج من خط الفقر المائي والحصول على اسناد دولي لتخفيف الازمة المائية والتغييرات المناخية.
من جانبه، قال مدير عام المركز الوطني لادارة الموارد المائية وسام خلف عبيد لشبكة رووداو الاعلامية، إن “الأمطار خلال هذا العام هطلت بشكل جيد، والسدود العراقية عدا سد حديثة وضعها جيد”.
واستدرك ان “جميع الخزين المتوفر في العراق لا يتعدى 22%، ولازال العراق تحت الشحة المائية، لكن اذا ما قورن الوضع مع السنوات الثلاث الاخيرة هو وضع أفضل”.
من خلال مخرجات هذا المؤتمر واتفاق العراق الاخير مع تركيا بادارة المياه بشكل صحيح وبناء السدود وتنظيم عمليات الري سيكون مستقبل العراق المائي خارج دائرة الخطر بحسب مختصين.
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، وسط تحذيرات من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
أضف ردا