مؤسسة “أنقاذ دجلة”
20 يونيو 2024
إلى: مركز التراث العالمي لليونسكو
نسخة إلى: الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)
نكتب كائتلاف من منظمات المجتمع المدني من تسع دول مهتمة بحماية أهوار جنوب العراق. على مدى أكثر من عقد، تابعنا حالة الأهوار العراقية. نود أن نعبر عن مخاوفنا لمركز التراث العالمي بخصوص رد العراق على قرار لجنة التراث العالمي رقم 45COM7B.31.
تعترف اليونسكو بالأهوار العراقية كمواقع تراث عالمي لأهميتها البيئية والثقافية الفائقة. ومع ذلك، فإن المواقع الطبيعية للممتلكات لا تزال تحت تهديد شديد من التدهور البيئي، واستغلال النفط، وسوء إدارة الموارد المائية. أصدرت الدولة العراقية مؤخرًا تقريرها لعام 2024 عن حالة الحفظ. تستعرض مؤسسة “أنقذوا دجلة” رد الدولة العراقية على قرار لجنة التراث العالمي رقم 45 COM 7B.31. لعام 2023، مستندة إلى شهادات السكان المحليين والناشطين البيئيين والمصادر الحكومية. تعليقاتنا تركز بشكل خاص على أهوار الحويزة، التي تشكل جزءًا طبيعيًا من الأهوار العراقية مع أهوار الحمار والأهوار الوسطى، وتمتد على طول الحدود الإيرانية العراقية. أهوار الحويزة حيوية لبقاء الأهوار.
استغلال النفط
تواجه أهوار الحويزة تهديدات كبيرة من التسرب النفطي المحتمل نتيجة لاستغلال النفط القريب. وفقًا للنشطاء البيئيين، فإن أنشطة الحفر النفطية قريبة بشكل مقلق، حيث يقع حقل نفط الحلفاية على بعد عشرة كيلومترات فقط من الممتلكات وبعض أبراج الحفر أقل من كيلومتر واحد من أهوار الحويزة. بالإضافة إلى حرق الغاز المستمر – حرق الغاز المنبعث أثناء الحفر للنفط – في المناطق المجاورة لممتلكات الأهوار الطبيعية، تسببت عمليات استخراج النفط التي أدت إلى تسرب النفط المتكرر في أضرار بيئية واسعة النطاق ومشاكل صحية خطيرة بين السكان المحليين، بما في ذلك زيادة معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي. علاوة على ذلك، تلوثت بعض المناطق المجاورة للأهوار حيث تستريح الطيور المهاجرة وجواميس الماء بسبب تسرب النفط، مثلما حدث في أهوار الجكة شمال الممتلكات. أثرت الأمطار الحمضية والمياه الملوثة الناتجة عن استغلال النفط المجاور للممتلكات على التنوع البيولوجي في الأهوار. على الرغم من التزام الدولة العراقية بضمان أن الأنشطة النفطية خارج الممتلكات لا تلحق ضررًا بالممتلكات ولا تتعدى على حدود الأهوار، فإن المكون الطبيعي لا يزال عرضة للتطورات النفطية. مشكلة رئيسية تزيد من تفاقم هذا التهديد البيئي هي عدم وجود تقييمات شاملة للأثر البيئي (EIAs) لمشاريع النفط الجديدة. التقييمات الحالية التي تم إجراؤها نيابة عن الحكومة العراقية لم تُنشر علنًا. ونتيجة لذلك، يُنظر إلى عملية التقييم البيئي على أنها مجرد إجراء شكلي من قبل العديد من الخبراء البيئيين في العراق. حالة أهوار الحويزة تبرز هذا القصور، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تقييمات بيئية أكثر صرامة وشفافية لتخفيف الآثار البيئية لاستغلال النفط.
إدارة وتوزيع المياه
تدعي وزارة الموارد المائية في تقرير حالة الحفظ أنها نفذت خطة توزيع مياه عادلة تشمل حصص مياه للأهوار. ومع ذلك، تشير شهادات من المجتمع المدني والمجتمعات المحلية إلى خلاف ذلك. معظم مناطق أهوار الحويزة في محافظة ميسان جفت تمامًا في فترات مختلفة منذ عام 2020، مما يشير إلى ندرة شديدة في المياه. كانت مستويات المياه في أهوار الحويزة طوال السنوات الماضية دون الحد الأدنى المطلوب. المياه المتبقية ذات جودة سيئة وتحتوي على لا شيء من الأوكسجين، بينما في بعض الأشهر تكون المنطقة جافة تمامًا. يعتقد السكان المحليون في الأهوار أن السلطات العراقية تسعى بشكل متعمد لتجفيف بعض مناطق الأهوار بهدف إعادة ترتيب الحدود وتقليل مساحة الممتلكات الطبيعية. هذا التباين بين ادعاءات الوزارة والواقع الفعلي على الأرض يبرز الحاجة إلى إعادة تقييم ممارسات توزيع المياه وإعادة بناء الثقة بين سكان الأهوار والسلطات العراقية. علاوة على ذلك، لم تقم العراق بعد بإجراء تقييم بيئي استراتيجي على مستوى الحوض لجميع السدود على نهري دجلة والفرات كما طلبت لجنة التراث العالمي في قرار 45 COM 7B.31. مثل هذا التقييم ضروري لفهم الآثار التراكمية لهذه السدود على الأنظمة البيئية في المناطق المنخفضة، خصوصًا الأهوار. يمكن أن يبدأ التقييم حتى بدون تعاون الدول المجاورة، رغم أن الدولة تطلب المساعدة من تركيا وإيران. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من إدراج الأهوار في قائمة التراث العالمي في عام 2016، فإن التقدم التشريعي نحو منح وضع الحماية الوطني للمنطقة كان محدودًا.
التعاون الدولي وعبر الحدود
في إطار اتفاقية جديدة بين العراق وتركيا، من المتوقع أن تحصل العراق على زيادة في حصص المياه من نهري دجلة والفرات. ستساعد تركيا أيضًا العراق في إدخال تقنيات الري الحديثة وتحسين استخدام المياه في الزراعة. بالمقابل، ستسمح العراق بالتوغل التركي في أراضيها لمكافحة حزب العمال الكردستاني (PKK). سيتم التخطيط لمشاريع تركية-عراقية مشتركة مثل السدود والأنهار الموجهة وتوليد الطاقة ومحطات الضخ على نهري دجلة والفرات كجزء من الصفقة. تم الإبلاغ عن بعض تفاصيل الاتفاقية في الصحافة؛ ومع ذلك، لم يتم نشر الاتفاقية بالكامل. من المهم أن يفهم الجمهور كيفية تنفيذ تركيا لاتفاقيات تقاسم المياه مع اقتراب اكتمال بناء سد سيلفان (على نهر باتمان، أحد روافد دجلة) وتركيا تحتجز المياه لخزان سعة 7.3 مليار متر مكعب وتحول المياه لري 235,000 هكتار. جنبًا إلى جنب مع سد إليسو (بسعة خزان 10.4 مليار م³) ومشروع سد جزيرة المخطط (381 مليون م³ خزان، 70,000 هكتار. الري)، قد يؤدي تنفيذ مشروع سد سيلفان إلى تقليل التدفق على الحدود إلى قطرات ووقفه تمامًا خلال فترات الجفاف الصيفية. يطالب المجتمع المدني الدولة العراقية بمشاركة المزيد من التفاصيل حول الاتفاقية، خصوصًا كمية المياه التي ستصل إلى العراق سنويًا، وما إذا كانت العراق ستبني بنية تحتية إضافية على نهري دجلة والفرات التي قد تؤثر على تدفقات المياه إلى ممتلكات الأهوار الطبيعية. يعد نشر الاتفاقية أمرًا مهمًا بالنظر إلى أنها ستكون سارية لمدة عقد. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم إحراز أي تقدم في تقاسم المياه بين إيران والعراق. يبقى السد على الحدود العراقية الإيرانية، الذي يقطع أهوار الحويزة فعليًا إلى نصفين. تكون إطلاقات المياه العرضية من الجانب الإيراني خلال فترات الأمطار الغزيرة غير كافية، مما يبرز الحاجة إلى زيادة التعاون بين البلدين لإدارة وحماية هذا النظام البيئي المشترك. يجب أن يظل التعاون المائي عبر الحدود أولوية هنا.
التوصيات
تطلب مؤسسة “أنقاذ دجلة” من مركز التراث العالمي أن يطلب من الدولة العراقية:
- ضمان أن الأنشطة النفطية خارج الممتلكات لا تلحق ضررًا بالممتلكات ولا تتعدى على حدود الأهوار. يجب على الدولة العراقية نشر نظرة عامة على جميع التطورات النفطية داخل المناطق الطبيعية للأهوار والمجاورة لها.
- نشر تقييمات الأثر البيئي لمشاريع النفط التي قد تؤثر على الأهوار.
- بالإضافة إلى استخراج النفط، معالجة مسألة حرق الغاز بواسطة التطورات النفطية وتأثيرها على النظام البيئي لممتلكات الأهوار الطبيعية.
- إجراء تقييم بيئي استراتيجي على مستوى الحوض لحوضي دجلة والفرات، بما في ذلك الأهوار.
- مراجعة سياسات توزيع المياه الداخلية حيث لم تُلبى احتياجات بعض المناطق الطبيعية للأهوار من المياه في عامي 2023 و2024.
- التقدم في تعيين وضع الحماية الوطني لممتلكات الأهوار الطبيعية.
- نشر المكونات المتعلقة بتدفقات المياه ومشاريع البنية التحتية في حوضي دجلة والفرات ضمن الاتفاقية الحديثة بين تركيا والعراق.
مؤسسة “أنقاذ دجلة”
أضف ردا