منظور حماة دجلة حول مقاطعة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين: توحيد المناخ والعدالة الإنسانية

منظور حماة دجلة حول مقاطعة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين: توحيد المناخ والعدالة الإنسانية

باعتبارها قوة رائدة في الحركة البيئية العراقية، تقف حماة دجلة في طليعة الدعوة إلى صحة كوكبنا والعدالة المستحقة للإنسانية. في ضوء مؤتمر المناخ COP28 المقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، تجد حركتنا نفسها مضطرة إلى معالجة التعقيدات المحيطة بالحدث، بما في ذلك القضية الملحة المتمثلة في المعاناة الإنسانية، وخاصة في مدينة غزة.

إن قرار مقاطعة COP28 ليس بادرة رمزية بالنسبة لنا؛ إنه التزام عميق الجذور بتضخيم الأصوات التي أسكتها الظلم. ويؤكد موقفنا على العلاقة الجوهرية بين العدالة المناخية والعدالة الإنسانية، مع الاعتراف بأن المناقشات حول العدالة المناخية يجب ألا تطغى على المعاناة الحالية للأرواح البريئة، وخاصة تلك المتضررة من الأحداث المأساوية الأخيرة في مدينة غزة.

وبينما نعرب عن خالص تعازينا وندين الخسائر في الأرواح، تحث حماة دجلة المؤسسات العراقية الحكومية وغير الحكومية على اتخاذ موقف مبدئي. إن الأرواح التي فقدت في مدينة غزة لا تتطلب التذكر فحسب، بل العمل أيضا. إن التزامنا الجماعي بالعدالة يجب أن يمتد إلى ما هو أبعد من الاهتمامات البيئية، ليشمل الأبعاد الإنسانية للتحديات التي نواجهها.

إن مشاركة الكيان الغاصب بوفد رسمي في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد الأخلاقي. بالنسبة لحماة دجلة، فإن هذا يثير أسئلة حاسمة حول صدق التزامنا بالعدالة. كيان له تاريخ من انتهاكات حقوق الإنسان يحضر حدثًا مخصصًا للرفاهية البيئية يرسل رسالة متناقضة. ونؤكد أن الوصمة في جبين الإنسانية فيما يتعلق بالعدالة الإنسانية، يجب الاعتراف بها قبل الدخول في نقاشات المناخ.

إن العدالة المناخية، بالنسبة لنا، لا يمكن فصلها عن العدالة الاجتماعية. إن محنة الشعب الفلسطيني، وخاصة أولئك الذين يعيشون في غزة، ليست مجرد قضية إقليمية؛ إنها دعوة عالمية للاهتمام. إن معاناتهم هي بمثابة تذكير صارخ بأن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة، مما يؤثر على المجتمعات الضعيفة بشكل أكبر. وباعتبارنا حركة متجذرة بعمق في الشرق الأوسط، لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي.

بالنسبة للعراق، فإن تضامننا مع شعب غزة هو التزام أخلاقي وشهادة على التزامنا بالعدالة والإنسانية. تقدم مقاطعة  COP28 للعراق فرصة للقيادة بالقدوة، وحث المجتمع الدولي على إعطاء الأولوية للعدالة الإنسانية إلى جانب العدالة المناخية.

ترى حماة دجلة أن مقاطعة COP28 هي أداة قوية لتأكيد الضمير الجماعي والإصرار على أن العدالة المناخية والعدالة الإنسانية متشابكتان. ويؤكد منظورنا على الحاجة إلى اتباع نهج أكثر دقة في التعامل مع العدالة وإعادة تقييم النسيج الأخلاقي للخطاب الدولي.

في الختام، تنظر حركتنا إلى مقاطعة COP28 ليس فقط كبيان ولكن كدعوة تحويلية للعمل. ونحن ندعو العالم للانضمام إلينا في مناصرة العدالة على جميع الجبهات، مذكرين الجميع بأن كفاحنا من أجل مستقبل مستدام يجب أن لا ينفصل عن كفاحنا من أجل حاضر عادل وإنساني.

جمعية حماة نهر دجلة

مقالات أخرى

أضف ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.