بيان عاجل حول التطورات في هور الحويزة!

بيان عاجل حول التطورات في هور الحويزة!

٦ نيسان ٢٠٢٤ | بغداد

إلى جميع المواطنين المعنيين والمدافعين عن العدالة البيئية،

إن الطبيعة، على الرغم من مرونتها، تتعرض لتهديد شديد من جشع الإنسان وإهماله. اليوم، نشهد الذروة المأساوية لسنوات من التجاهل للنظام البيئي الحساس لأهوار الحويزة في محافظة ميسان. إن الأزمة التي تتكشف أمامنا تتطلب اهتماما فوريا وإجراءات حاسمة.

لقد أخضعت السلطات، لفترة طويلة جدًا، عرب الأهوار لقيود غير عادلة على وصولهم إلى أراضي أجدادهم. تواجه أهوار الحويزة، التي كانت ذات يوم ملاذاً مزدهراً للتنوع البيولوجي والتراث الثقافي، خطراً غير مسبوق. ترسم التقارير الواردة من المنطقة صورة قاتمة للتعديات المتواصلة و العرقلة المتعمدة، حيث يتم تحويل شريان الحياة للاهوار ومنع حراسها من الدخول.

لقد قامت شرطة الحدود في الحويزة بقطع العلاقة بين عرب الأهوار ووطنهم بقسوة، مستخدمة الأسلاك الشائكة والجسور  لفرض إملاءاتها الظالمة. إن هذا الحصار على الأهوار ليس مجرد إزعاج؛ إنه اعتداء مباشر على حقوق وسبل عيش مجتمعات السكان الأصليين الذين أداروا هذه الأراضي لأجيال.

ونحن نتضامن مع الأهواريين وكل من يرفض الاستسلام لهذا الظلم. وتردد احتجاجاتهم السلمية صدى الصرخة الخالدة من أجل العدالة والكرامة في مواجهة القمع. ومع ذلك، فإن أصواتهم تقابل بالوعود الفارغة واللامبالاة من قبل من هم في السلطة.

وتتفاقم المأساة المتكشفة بسبب التعدي الخبيث على المصالح النفطية، مدفوعاً بالاستغلال قصير النظر والسعي وراء الربح. ويهدد التطوير المقترح لحقل الحويزة النفطي بتوجيه الضربة القاضية للاهوار المحاصرة بالفعل، والقضاء على آخر بقايا هذا النظام البيئي القديم والمجتمعات المرنة التي تعتبر موطنها.

لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يتآمر الجشع والإهمال لتدمير أحد أثمن الكنوز الطبيعية في العالم. وقت العمل هو الآن. ونحن ندعو جميع المواطنين المعنيين والمدافعين عن البيئة والمدافعين عن العدالة إلى الانضمام إلينا للتضامن مع عرب الأهوار. معًا، يجب علينا أن نرفع أصواتنا، ونضخم صرخاتهم، و نطالب بالوقف الفوري لتدمير أهوار الحويزة.

دعونا نستجيب للنداء العاجل لمصطفى هاشم وعدد لا يحصى من الأشخاص الذين يرفضون التزام الصمت في مواجهة الشدائد. فلندافع عن حقوق عرب الأهوار ونحمي أهوار الحويزة من المزيد من الأذى. إن مستقبلنا الجماعي يعتمد على الخيارات التي نتخذها اليوم.

جمعية حماة نهر دجلة

بغداد | نيسان ٢٠٢٤

مقالات أخرى

أضف ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.