الواقع البيئي و مياه الصرف الصحي في الموصل، ندوة رقمية لحماة دجلة

الواقع البيئي و مياه الصرف الصحي في الموصل، ندوة رقمية لحماة دجلة

English

ان مدينة الموصل التي عانت من الحروب التي استمرت لثلاث سنوات بين ٢٠١٤ و٢٠١٧، عانت خلال هذه الفترة من تدمير شامل لم يتوقف عند البنى التحتية والمنشآت الخدمية فحسب، بل طال ايضا عناصر التوازن البيئية بضمنها المياه، حيث تعد كارثة تلوث المياه من أخطر الكوارث التي حلت بمدينة الموصل والمدن التي تليها على خط النهر، في ظل صمت حكومي تجاه هذه المشكلة. ولهذا نظمت جمعية حماة نهر دجلة ، مساء الثلاثاء 16 تشرين الثاني 2021 ، جلسة رقمية بعنوان الواقع البيئي ومياه الصرف الصحي في الموصل، حيث شارك في الجلسة عدد كبير من المهتمين بقضايا البيئة والتلوث على المنصة الرقمية لتطبيق (Zoom.us)

تناولت الجلسة في بدايتها الحديث عن احدى اهم المشاكل البيئية التي يعاني منها نهر دجلة في مدينة الموصل، المتمثلة بعدم توفر محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي حيث انها ترمى مباشرة في مجرى النهر، وتم نقاش تأثير هذه المخلفات على النهر والنظام الاحيائي المرتبط به، اذ قد بين الدكتورعلاء نبيل سعدون (مدير مركز التحسس النائي في جامعة الموصل)، تبعا لدراسات علمية واكاديمية اجراها المركز عن التلوث في نهر دجلة، ان اكثر الاماكن التي تشهد نسبة عالية من الملوثات في الموصل تتمثل بنهر الدانفلي ونهر الخوصر، وهما من اكبر الروافد الموسمية لنهر دجلة في الموصل، اذ اصبحت هذه الانهار مصدرا رئيسيا للتلوث في نهر دجلة، نظرا لما توصله الى النهر من مياه المجاري، والمخلفات الصناعية والكيميائية السامة، بالاضافة الى مطروحات السيارات من الزيوت والدهون وغيرها، الملقاة من قبل بعض المعامل وشركات غسيل السيارات، كما ناقش الدكتور علاء امكانية استثمار نهر الخوصر وتحويله من بيئة مضرة وملوثة تحتوي على مياه غير صالحة للشرب الى مكان سياحي وبيئة امنة ونظيفة داخل المدينة.

وبالحديث عن مدى فعالية القوانين والتعليمات النافذة التي تساهم في حماية البيئة والانهار وتضع حدا للتجاوز على محرمات النهر، اوضح استاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل الدكتور محمود عزو، ان الملف البيئي لا يندرج ضمن اولويات صناع السياسة المحليين وان مستوى تطبيقهم لهذه القوانين هو مستوى تجميلي، ترقيعي، وغير جاد وعادة مايكون ورقي فقط او قد ينفذ مصحوبا باخطاء جسيمة، واشار الدكتور ان السبب في هذا يعود الى وجود ضعف عام في الثقافة البيئية من قبل المجتمع اولا والمؤسسات الحكومية ثانيا لان المؤسسات الحكومية هي في الواقع انعكاس لطبائع المجتمع.

وفي الختام اشاد الدكتورعلاء بضرورة العمل على رفع مستوى الثقافة البيئية للمواطن العراقي والموصلي تحديدا، والعمل على نشر هذه الثقافة بين افراد المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية والتربوية بالاضافة الى حملات التوعية والعمل التطوعي لأعادة ترميم ضفاف نهر دجلة والمحافظة عليه من الملوثات والجفاف. واضاف الدكتور محمود ان حملات التوعية وحملات المدافعة وجمع التواقيع واقامة الجلسات مع المختصين، تعد من الخطوات الضرورية للضغط على الجهات الحكومية باتجاه اقرار سياسات واجراءات حكومية تهدف الى حماية البيئة والمياه من هذه الكوارث والمخاطر البيئية، بالاضافة الى ضرورة الضغط على صناع السياسة المحليين للعمل على تفعيل القوانين الخاصة بحماية البيئة والمياه.

ومن الجدير بالذكر ان هذه الجلسة تأتي ضمن سلسلة من الجلسات الرقمية التي تنظمها جمعية حماة دجلة لتسليط الضوء على القضايا الخاصة بواقع البيئة والمياه لمدن نهري دجلة والفرات من خلال استخدام المنصات الالكترونية.

للاستماع الى الندوة كاملة اضغط هنا .

مقالات أخرى

أضف ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.